أثر تكنولوجيا المعلومات على المنظومة التربوية
إن فلسفة التواصل الاجتماعي مبنية على تطور لغات الشعوب، و تدفق المعارف وتداخل الثقافات، وحوار الحضارات المدعوم بحرية الفكر وخصوبة التفكير. و التواصل ظاهرة طبيعية تستمر وتتجدد بفعل النشاط الإنساني، و تفاعل الأفراد الدائم مع المحيط، و توافق الأهداف والقضايا المشتركة. ولا ريب أن الانتماء للحياة الاجتماعية مرهون باكتساب المعرفة بوصفها أساس الترقية الفكرية وسمو روح الإنسان، علما أن التواصل الفكري يتغذى بالمؤثرات الاجتماعية ،وينمو بالاتجاهات الثقافية و ينضج بالتشابك مع أساليب التربية والثقافة، و يرقى بالاستغلال الأمثل لوسائل الإعلام والاتصال.
ضمن هذه لتعقيدات الايكولوجية، تبرز المدرسة كضرورة حتمية لتنشئة الأجيال في إطار منظومة تربوية تنبذ المؤثرات السلبية وتتفتح على القيم الدينية و المبادئ الوطنية. و بفعل التطور الاقتصادي و الاجتماعي غدت المدرسة الشريان النابض في المجتمع كمنبع للعلوم والخبرات، و منبر للمعرفة و الكفاءات.بيد أن المنظومات العالمية تواجه اليوم تحديات سوسيواقتصادية وتحديات روافد الاتصال والإعلام التي تحمل ثورة معرفية عارمة، ولن يكون بوسعها مواجهة هذا التطور الاقتصادي، و التطلع الاجتماعي وهذا الزحف المعلوماتي السريع ، إلا بإعادة بناء نظام التعليم في المدارس، بتثبيت القيم الدينية، و تأصيل الثوابت الوطنية الاجتماعية.
شهدت المنظومة التربوية في الجزائر تغييرا جذريا في أهداف التعليم، من حيث تنظيم أوقات العمل، و تقليص الحجم الساعي، وتعديل المناهج، وتخفيف المضامين و البرامج ،و إعادة هيكلة الملفات المدرسية بتجديد عرض المفاهيم، و إصلاح طرائق التقويم التربوي، و تحسين منهجيات التعلم، و ربط التعلم بأدوار شتى في الحياة ,و تفعيل استعمال تكنولوجيا المعلومات و الاتصال بتنفيذ إستراتجية التعليم الاليكتروني في المدارس لدعم التعلم ،مما يسمح بتبادل التجارب ،و التعاون البيداغوجي و ربط المتعة بالتعلم،و ترقية الحياة المدرسية، و تطور استراتجيات فرق العمل داخل المؤسسة ، و في ظل هذه الأجواء صار من الضروري استئناس الأستاذ بحاسوب داخل القسم يساعده على أداء الأنشطة، لكونه وسيلة تعليمية إليكترونية تتضمن الموارد الخارجية التي يحتاج إليها المتعلم لتحقيق كفاءة مستهدفة في حصة تعليمية.
تغير دور الأستاذ باستعمال تكنولوجيا المعلومات، و تطور أداؤه مدركا أنه لم يعد وحده محور المعرفة و مصدرها،فقد اتسع الأفق في رحاب العولمة بانفتاح وسائل الإعلام والاتصال الحديثة على مدن العالم الزجاجية الشفافة، و صار الإعلام وسيلة اتصال جماهيرية، نافذة مشتركة مفتوحة ،تعمل على إيصال الرسالة الإعلامية التي تخدم الطفل إذا تم الاهتمام بتفعيل دورها الايجابي و إبعاد الجانب السلبي ، يمكن الاستفادة منها في البيت و المدرسة و دور الحضانة، فهي في خدمة المنظومة التربوية، سلطة تفرض نفسها في كوكب الطفل، في جانبها الايجابي، تهيئ الطفل لمستقبل أفضل ببناء شخصيته ،و توسيع مداركه، و إكسابه مهارات، و إثراء علاقاته الاجتماعية، تنمي عقله، و انفعاله، و تربي فيه الذوق و الإحساس المرهف، تعزز مكتسباته تثري لغته، تسمو بتربيته، و ثقافته،وتشحنه بالطاقة و الأفكار المتجددة ،فالمتعلم يزور المواقع، ويقتني المعلومة، و يتواصل، و يتبادل المعارف، و الأفكار مع الآخرين، و يتوصل إلى الحلول في الرياضيات و الفيزياء عن طريق الأقراص المضغوطة و عن طريق الشبكة.
قنوات التواصل و التبادل عبر الفضائيات تسمح للأطفال بالتحاور و تبادل الآراء عن طريق المشاهدة على الشاشة و إرسال الرسائل القصيرة و الحوار عبر الهاتف الخلوي، هذا الفضاء المعلوماتي الواسع، الذي يعزز شخصية المتعلم بالثقة، و تدفعه الرغبة لاكتشاف المزيد مع أستاذه، أو استعراض مكتسباته أمام زملائه، مما يحث الأستاذ على الجدية في البحث و الاطلاع، حتى يكون عند حسن ظن المتعلمين، وفي مستوى مهمته الشاقة النبيلة.
من المهام الأساسية للمربين تحضير الأنشطة قبل الأداء، إرشاد المتعلمين وتتبعهم في عملية البحث عن المعلومة، معرفتهم لمصدر المعلومات والاطلاع على المستجدات التربوية، تخصيص فسحة زمنية للتكوين الذاتي في مجال استعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصالإ إذ المطلوب أن يكون المدرس قادرا على توظيف الحاسوب، و البحث عن معلومة عبر الشبكة العالمية فضلا عن اتخاذ الحاسوب موردا لتحضير الأنشطة التعليمية ، و استعماله وسيلة بيداغوجية لأداء أي نشاط تعلمي.
مدرس اليوم، هو الأستاذ الفاعل،الذي يتماشى مع الأحداث المعاصرة،هو الذي يقتحم مجال التكنولوجيا من أجل تحقيق أهداف تربوية، و يعيد تنظيم أوراق ملف أنشطة التعلم على وتيرة معاصرة، من أجل رفع المردود البيداغوجي، و تحقيق التميز والتفوق.
بوجود هذه التقنيات الجديدة، تتشعب الأدوار داخل المنظومة التربوية حيث تندمج الأسرة شريكا في العملية التعليمية التعلمية مقيمة جسرا ذهبيا يربطها بالمدرسة، من أجل تربية صحيحة للأبناء، و تعلم فعال مثمر، لأن تعدد الثقافات و المؤثرات التي تنقلها المحطات التلفازية يهيمن فيها النموذج الحضاري الغربي الذي يزاحم الثقافات الأخرى، فالأسرة مطالبة برعاية الأطفال و حمايتهم من الزحف الحضاري ، معظم الأطفال يهدرون أوقاتهم أمام شاشات التلفاز يلتقطون الأفلام الكارتونية عبر الفضائيات، و يلاحقونها من محطة إلى أخرى، دون تمييز بين المفيد والسيئ ،و يحترفون ممارسة الألعاب الإليكترونية على الحاسوب، مما يعمل على تصعيد عامل العنف لديهم. قد لا نستطيع وضع ضوابط قانونية لمنع المشاهدة العنيفة إلا أن الوعي و التوجيه يعملان على تنصيب رقيب ذاتي داخلي في الطفل يقاوم هذه الاتجاهات السيئة.
ينبغي علينا آباء و أساتذة أن نفرض رقابة محكمة على ما يختاره أطفالنا مما يعرض، و نحاول المزج بين الذوق و الهدف ،ونرشدهم إلى انتقاء المفيد ،و نقلص الفضاء الزمني المخصص للتلفاز و الحاسوب ، ونعودهم على ثقافة الحوار لإقناعهم بأن كل مجتمع ينفرد بأخلاق وسلوك معين في الحياة، فالتربية العسكرية و العنف تجد جذورها في مجتمعات مغايرة لمجتمعنا الإسلامي، الذي يبنى على مبادئ التسامح و الفضيلة و نبذ العنف. إن امتداد تنمية قيم اللاعنف، و المسالمة إلى داخل المؤسسات التربوية ضرورة ملحة للحد من ظاهرة العنف.
كما يلقى على عاتق المجتمع جزء من هذه الأعباء في مراقبة نوادي الانترنت المنتشرة في زوايا الأحياء و تنظيمها، و إخضاعها لقواعد التربية و القيم الاجتماعية.كما أن الفضاء الثقافي الترفيهي المخصص للأطفال الذي تشرف عليه وسائل الإعلام الجزائرية من أنشطة ترفيهية و ثقافيه، ومسرح إذاعي، و مسرح مدرسي و أغاني تربوية، تكمن فعاليتها و بلوغها الهدف في الدراسة المستفيضة لهذه الأعمال، ونقدها و مناقشتها قبل بثها، حتى يصبح الإعلام الوطني في خدمة المنظومة التربوية.
إن المؤسسات الثقافية كدور الثقافة و النوادي الرياضية و مراكز الأنشطة الثقافية المكملة للمدرسة و مراكز التكوين و المعاهد والمساجد مطالبة بالتماسك من أجل الهدف الواحد، في تهذيب السلوك وتنشئة الأجيال على القيم و المبادئ بالعظة و الإرشاد، والإشادة بدور الأسرة في تربية الأبناء، و التحسيس بالخطر القادم مع أمواج الاتصال و الإعلام لسوء استغلالها، فهي سلاح ذو حدين، ينبغي ترشيدها و توجيه مستعمليها والحرص على استغلالها في الاتجاه السليم الذي يخدم الفرد و الجماعة. هذه المؤسسات الثقافية مسؤولة على تفعيل دورها الموازي لدور المدرسة، المتمثل في حماية البراعم الناشئة من التيارات العاتية القادمة من كل حدب وصوب .
إن هاجس الخوف على تربية الأجيال يظلل على كل الدول الإسلامية التي بادرت بإنشاء المنظمة الإسلامية للتربية و العلوم و الثقافة ايسيسكو بهدف تقوية التعاون بين دول أعضاء منظمة المؤتمر الإسلامي في ميادين التربية والثقافة ، و البحث العلمي ،وجعل الثقافة الإسلامية محور مناهج التعليم.
إن التربية الإعلامية المنبثقة عن وسائل الإعلام المسموعة و المرئية وعن الصحافة المكتوبة تساهم بقسط وافر في توجيه الرأي العام، وفي الترفيه و التثقيف و التواصل و التقارب، كما تساهم في توضيح القيم والمفاهيم التربوية الاجتماعية، وفي توعية الأسرة بضرورة مشاركتها ايجابيا داخل المؤسسات التربوية عبر بتفعيل الأنشطة الثقافية والرياضية، و توفير الوسائل التعليمية، ودعم مشاريع المؤسسة، و تشجيع المتعلمين على المشاركة في نوادي الرسم ، و الموسيقى، و المسرح، و الألعاب الفكرية و الرحلات، و بتهيئة أجواء التعلم داخل المدرسة، وبعث الحيوية،و الرغبة في التعلم وتشجيع المبادرة، وبالموازاة في البيت، تهيئة أجواء المراجعة في فترات التقويم والامتحانات و مؤازرتهم أثناء إنجاز الفروض المنزلية وإضفاء روح التعلم الذاتي باستعمال التكنولوجيا المتوفرة في البيت(الحاسوب والمحطات التليفزيونية التعليمية)، و الترغيب في المطالعة ، و تنظيم أوقات الفراغ ،حتى يتسنى للطفل ممارسة هواياته.
وسائل الإعلام المباشر: لاجتماعات المدرسية و الندوات التربوية و الملتقيات و الاستجوابات و التحقيقات البيداغوجية أثرها العميق في النفس و الفكر، تدفع العاملين للنشاط وتجديد الأفكار، و تحثهم على الإلمام بالمستجدات و فهم و تحليل المناهج ،وتنعش روح المثابرة و الحماس ، مما يؤدي إلى رفع مستوى الأداء التربوي. و ترقى المكتبة إلى قمة هرم وسائل الإعلام، لا تخلو منها مؤسسة تربوية و تعليمية، كما تنتشر المكتبات المتنقلة في المناطق النائية و تتوالى زياراتها إلى المدارس المنعزلة عن عالم الثقافة .و إن اشتدت المنافسة للحصول على المعلومة بأسرع السبل، و اتجه الطلاب و الباحثون نحو المكتبة الاليكترونية يبقى الكتاب هو الرفيق الذي لا نستغني عن مؤانسته،و يبقى دور الأستاذ محوريا في ترغيب المتعلمين في المطالعة و جذبهم للاستئناس بالكتاب لإثراء رصيدهم اللغوي، و تزويد و تثبيت مكتسباتهم . وتعد الكتب المدرسية مراجع هامة، و قاعدة أساسية لبناء التعلمات، تقدم المعارف في أحدث منهجيات التعلم..
إن الايديلوجية الحديثة للمنظومة التربوية تتمثل في إخضاع ترسانة الاتصال و الإعلام لنظام التعليم من أجل مجاراة العولمة بحكمة وعقلانية و تثبيتها سياسة تتابع لا صراع تدافع، سياسة إيديولوجية حديثة ترسم فضاء تربويا هادفا يتجلى في تنمية التفكير، وتبادل الرأي، و تجديد الأنفاس ،و تقوية الهمم حتى ينحى المدرس و المتعلم معا منحى مستقبليا برصد المعلومات و المهارات والاتجاهات الفكرية و السلوكية العصرية اللائقة، إذ لا بد من اقتحامهما هذا الزخم المعلوماتي المتنامي لاستيعاب الروافد الحضارية ومسايرتها أيا كانت الجهة الآتية منها، مع ضرورة درايتهما الكاملة بأساليب اكتساب معارفها و الاستفادة من مناهلها، ولزوم الاعتدال في التحصيل المعلوماتي ، والقدرة على نقدها لقبول الصالح و رفض الطالح منها.
إن فلسفة التواصل الاجتماعي مبنية على تطور لغات الشعوب، و تدفق المعارف وتداخل الثقافات، وحوار الحضارات المدعوم بحرية الفكر وخصوبة التفكير. و التواصل ظاهرة طبيعية تستمر وتتجدد بفعل النشاط الإنساني، و تفاعل الأفراد الدائم مع المحيط، و توافق الأهداف والقضايا المشتركة. ولا ريب أن الانتماء للحياة الاجتماعية مرهون باكتساب المعرفة بوصفها أساس الترقية الفكرية وسمو روح الإنسان، علما أن التواصل الفكري يتغذى بالمؤثرات الاجتماعية ،وينمو بالاتجاهات الثقافية و ينضج بالتشابك مع أساليب التربية والثقافة، و يرقى بالاستغلال الأمثل لوسائل الإعلام والاتصال.
ضمن هذه لتعقيدات الايكولوجية، تبرز المدرسة كضرورة حتمية لتنشئة الأجيال في إطار منظومة تربوية تنبذ المؤثرات السلبية وتتفتح على القيم الدينية و المبادئ الوطنية. و بفعل التطور الاقتصادي و الاجتماعي غدت المدرسة الشريان النابض في المجتمع كمنبع للعلوم والخبرات، و منبر للمعرفة و الكفاءات.بيد أن المنظومات العالمية تواجه اليوم تحديات سوسيواقتصادية وتحديات روافد الاتصال والإعلام التي تحمل ثورة معرفية عارمة، ولن يكون بوسعها مواجهة هذا التطور الاقتصادي، و التطلع الاجتماعي وهذا الزحف المعلوماتي السريع ، إلا بإعادة بناء نظام التعليم في المدارس، بتثبيت القيم الدينية، و تأصيل الثوابت الوطنية الاجتماعية.
شهدت المنظومة التربوية في الجزائر تغييرا جذريا في أهداف التعليم، من حيث تنظيم أوقات العمل، و تقليص الحجم الساعي، وتعديل المناهج، وتخفيف المضامين و البرامج ،و إعادة هيكلة الملفات المدرسية بتجديد عرض المفاهيم، و إصلاح طرائق التقويم التربوي، و تحسين منهجيات التعلم، و ربط التعلم بأدوار شتى في الحياة ,و تفعيل استعمال تكنولوجيا المعلومات و الاتصال بتنفيذ إستراتجية التعليم الاليكتروني في المدارس لدعم التعلم ،مما يسمح بتبادل التجارب ،و التعاون البيداغوجي و ربط المتعة بالتعلم،و ترقية الحياة المدرسية، و تطور استراتجيات فرق العمل داخل المؤسسة ، و في ظل هذه الأجواء صار من الضروري استئناس الأستاذ بحاسوب داخل القسم يساعده على أداء الأنشطة، لكونه وسيلة تعليمية إليكترونية تتضمن الموارد الخارجية التي يحتاج إليها المتعلم لتحقيق كفاءة مستهدفة في حصة تعليمية.
تغير دور الأستاذ باستعمال تكنولوجيا المعلومات، و تطور أداؤه مدركا أنه لم يعد وحده محور المعرفة و مصدرها،فقد اتسع الأفق في رحاب العولمة بانفتاح وسائل الإعلام والاتصال الحديثة على مدن العالم الزجاجية الشفافة، و صار الإعلام وسيلة اتصال جماهيرية، نافذة مشتركة مفتوحة ،تعمل على إيصال الرسالة الإعلامية التي تخدم الطفل إذا تم الاهتمام بتفعيل دورها الايجابي و إبعاد الجانب السلبي ، يمكن الاستفادة منها في البيت و المدرسة و دور الحضانة، فهي في خدمة المنظومة التربوية، سلطة تفرض نفسها في كوكب الطفل، في جانبها الايجابي، تهيئ الطفل لمستقبل أفضل ببناء شخصيته ،و توسيع مداركه، و إكسابه مهارات، و إثراء علاقاته الاجتماعية، تنمي عقله، و انفعاله، و تربي فيه الذوق و الإحساس المرهف، تعزز مكتسباته تثري لغته، تسمو بتربيته، و ثقافته،وتشحنه بالطاقة و الأفكار المتجددة ،فالمتعلم يزور المواقع، ويقتني المعلومة، و يتواصل، و يتبادل المعارف، و الأفكار مع الآخرين، و يتوصل إلى الحلول في الرياضيات و الفيزياء عن طريق الأقراص المضغوطة و عن طريق الشبكة.
قنوات التواصل و التبادل عبر الفضائيات تسمح للأطفال بالتحاور و تبادل الآراء عن طريق المشاهدة على الشاشة و إرسال الرسائل القصيرة و الحوار عبر الهاتف الخلوي، هذا الفضاء المعلوماتي الواسع، الذي يعزز شخصية المتعلم بالثقة، و تدفعه الرغبة لاكتشاف المزيد مع أستاذه، أو استعراض مكتسباته أمام زملائه، مما يحث الأستاذ على الجدية في البحث و الاطلاع، حتى يكون عند حسن ظن المتعلمين، وفي مستوى مهمته الشاقة النبيلة.
من المهام الأساسية للمربين تحضير الأنشطة قبل الأداء، إرشاد المتعلمين وتتبعهم في عملية البحث عن المعلومة، معرفتهم لمصدر المعلومات والاطلاع على المستجدات التربوية، تخصيص فسحة زمنية للتكوين الذاتي في مجال استعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصالإ إذ المطلوب أن يكون المدرس قادرا على توظيف الحاسوب، و البحث عن معلومة عبر الشبكة العالمية فضلا عن اتخاذ الحاسوب موردا لتحضير الأنشطة التعليمية ، و استعماله وسيلة بيداغوجية لأداء أي نشاط تعلمي.
مدرس اليوم، هو الأستاذ الفاعل،الذي يتماشى مع الأحداث المعاصرة،هو الذي يقتحم مجال التكنولوجيا من أجل تحقيق أهداف تربوية، و يعيد تنظيم أوراق ملف أنشطة التعلم على وتيرة معاصرة، من أجل رفع المردود البيداغوجي، و تحقيق التميز والتفوق.
بوجود هذه التقنيات الجديدة، تتشعب الأدوار داخل المنظومة التربوية حيث تندمج الأسرة شريكا في العملية التعليمية التعلمية مقيمة جسرا ذهبيا يربطها بالمدرسة، من أجل تربية صحيحة للأبناء، و تعلم فعال مثمر، لأن تعدد الثقافات و المؤثرات التي تنقلها المحطات التلفازية يهيمن فيها النموذج الحضاري الغربي الذي يزاحم الثقافات الأخرى، فالأسرة مطالبة برعاية الأطفال و حمايتهم من الزحف الحضاري ، معظم الأطفال يهدرون أوقاتهم أمام شاشات التلفاز يلتقطون الأفلام الكارتونية عبر الفضائيات، و يلاحقونها من محطة إلى أخرى، دون تمييز بين المفيد والسيئ ،و يحترفون ممارسة الألعاب الإليكترونية على الحاسوب، مما يعمل على تصعيد عامل العنف لديهم. قد لا نستطيع وضع ضوابط قانونية لمنع المشاهدة العنيفة إلا أن الوعي و التوجيه يعملان على تنصيب رقيب ذاتي داخلي في الطفل يقاوم هذه الاتجاهات السيئة.
ينبغي علينا آباء و أساتذة أن نفرض رقابة محكمة على ما يختاره أطفالنا مما يعرض، و نحاول المزج بين الذوق و الهدف ،ونرشدهم إلى انتقاء المفيد ،و نقلص الفضاء الزمني المخصص للتلفاز و الحاسوب ، ونعودهم على ثقافة الحوار لإقناعهم بأن كل مجتمع ينفرد بأخلاق وسلوك معين في الحياة، فالتربية العسكرية و العنف تجد جذورها في مجتمعات مغايرة لمجتمعنا الإسلامي، الذي يبنى على مبادئ التسامح و الفضيلة و نبذ العنف. إن امتداد تنمية قيم اللاعنف، و المسالمة إلى داخل المؤسسات التربوية ضرورة ملحة للحد من ظاهرة العنف.
كما يلقى على عاتق المجتمع جزء من هذه الأعباء في مراقبة نوادي الانترنت المنتشرة في زوايا الأحياء و تنظيمها، و إخضاعها لقواعد التربية و القيم الاجتماعية.كما أن الفضاء الثقافي الترفيهي المخصص للأطفال الذي تشرف عليه وسائل الإعلام الجزائرية من أنشطة ترفيهية و ثقافيه، ومسرح إذاعي، و مسرح مدرسي و أغاني تربوية، تكمن فعاليتها و بلوغها الهدف في الدراسة المستفيضة لهذه الأعمال، ونقدها و مناقشتها قبل بثها، حتى يصبح الإعلام الوطني في خدمة المنظومة التربوية.
إن المؤسسات الثقافية كدور الثقافة و النوادي الرياضية و مراكز الأنشطة الثقافية المكملة للمدرسة و مراكز التكوين و المعاهد والمساجد مطالبة بالتماسك من أجل الهدف الواحد، في تهذيب السلوك وتنشئة الأجيال على القيم و المبادئ بالعظة و الإرشاد، والإشادة بدور الأسرة في تربية الأبناء، و التحسيس بالخطر القادم مع أمواج الاتصال و الإعلام لسوء استغلالها، فهي سلاح ذو حدين، ينبغي ترشيدها و توجيه مستعمليها والحرص على استغلالها في الاتجاه السليم الذي يخدم الفرد و الجماعة. هذه المؤسسات الثقافية مسؤولة على تفعيل دورها الموازي لدور المدرسة، المتمثل في حماية البراعم الناشئة من التيارات العاتية القادمة من كل حدب وصوب .
إن هاجس الخوف على تربية الأجيال يظلل على كل الدول الإسلامية التي بادرت بإنشاء المنظمة الإسلامية للتربية و العلوم و الثقافة ايسيسكو بهدف تقوية التعاون بين دول أعضاء منظمة المؤتمر الإسلامي في ميادين التربية والثقافة ، و البحث العلمي ،وجعل الثقافة الإسلامية محور مناهج التعليم.
إن التربية الإعلامية المنبثقة عن وسائل الإعلام المسموعة و المرئية وعن الصحافة المكتوبة تساهم بقسط وافر في توجيه الرأي العام، وفي الترفيه و التثقيف و التواصل و التقارب، كما تساهم في توضيح القيم والمفاهيم التربوية الاجتماعية، وفي توعية الأسرة بضرورة مشاركتها ايجابيا داخل المؤسسات التربوية عبر بتفعيل الأنشطة الثقافية والرياضية، و توفير الوسائل التعليمية، ودعم مشاريع المؤسسة، و تشجيع المتعلمين على المشاركة في نوادي الرسم ، و الموسيقى، و المسرح، و الألعاب الفكرية و الرحلات، و بتهيئة أجواء التعلم داخل المدرسة، وبعث الحيوية،و الرغبة في التعلم وتشجيع المبادرة، وبالموازاة في البيت، تهيئة أجواء المراجعة في فترات التقويم والامتحانات و مؤازرتهم أثناء إنجاز الفروض المنزلية وإضفاء روح التعلم الذاتي باستعمال التكنولوجيا المتوفرة في البيت(الحاسوب والمحطات التليفزيونية التعليمية)، و الترغيب في المطالعة ، و تنظيم أوقات الفراغ ،حتى يتسنى للطفل ممارسة هواياته.
وسائل الإعلام المباشر: لاجتماعات المدرسية و الندوات التربوية و الملتقيات و الاستجوابات و التحقيقات البيداغوجية أثرها العميق في النفس و الفكر، تدفع العاملين للنشاط وتجديد الأفكار، و تحثهم على الإلمام بالمستجدات و فهم و تحليل المناهج ،وتنعش روح المثابرة و الحماس ، مما يؤدي إلى رفع مستوى الأداء التربوي. و ترقى المكتبة إلى قمة هرم وسائل الإعلام، لا تخلو منها مؤسسة تربوية و تعليمية، كما تنتشر المكتبات المتنقلة في المناطق النائية و تتوالى زياراتها إلى المدارس المنعزلة عن عالم الثقافة .و إن اشتدت المنافسة للحصول على المعلومة بأسرع السبل، و اتجه الطلاب و الباحثون نحو المكتبة الاليكترونية يبقى الكتاب هو الرفيق الذي لا نستغني عن مؤانسته،و يبقى دور الأستاذ محوريا في ترغيب المتعلمين في المطالعة و جذبهم للاستئناس بالكتاب لإثراء رصيدهم اللغوي، و تزويد و تثبيت مكتسباتهم . وتعد الكتب المدرسية مراجع هامة، و قاعدة أساسية لبناء التعلمات، تقدم المعارف في أحدث منهجيات التعلم..
إن الايديلوجية الحديثة للمنظومة التربوية تتمثل في إخضاع ترسانة الاتصال و الإعلام لنظام التعليم من أجل مجاراة العولمة بحكمة وعقلانية و تثبيتها سياسة تتابع لا صراع تدافع، سياسة إيديولوجية حديثة ترسم فضاء تربويا هادفا يتجلى في تنمية التفكير، وتبادل الرأي، و تجديد الأنفاس ،و تقوية الهمم حتى ينحى المدرس و المتعلم معا منحى مستقبليا برصد المعلومات و المهارات والاتجاهات الفكرية و السلوكية العصرية اللائقة، إذ لا بد من اقتحامهما هذا الزخم المعلوماتي المتنامي لاستيعاب الروافد الحضارية ومسايرتها أيا كانت الجهة الآتية منها، مع ضرورة درايتهما الكاملة بأساليب اكتساب معارفها و الاستفادة من مناهلها، ولزوم الاعتدال في التحصيل المعلوماتي ، والقدرة على نقدها لقبول الصالح و رفض الطالح منها.