من اعداد الطالب :بونيف طارق
* العوامل المؤثرة في الزراعة والإنتاج عامة:*
يسعي الإنسان لاستغلال ما في البيئة من موارد طبيعة ويحولها إلي موارد اقتصادية بجهده وعلمه وتقنيته. وتتأثر أنشطته الاقتصادية بمجموعة من العوامل الطبيعية والبشرية. والمقصود بطبيعة المورد نوعه وطبيعته فبعض الموارد متجددة كالزراعة وبعضها فاني كالبترول.
- بين الحتم والاختيار
لاحظ قدامي الجغرافيين الاقتصاديين أن الإنسان كان يتجنب سكني المناطق التي تعاني من البرودة والحرارة الزائدة, بينما اقبل علي استيطان المناطق المناسبة من حيث الحرارة والمطر والانحدار. وهذه الملاحظات وغيرها هي التي دفعت قدامي الجغرافيين الاقتصاديين إلي الإيمان بالحتم الجغرافي أي الحتم البيئي. إلا أن فريقا من الجغرافيين مازال يصر علي إعطاء البيئة وزنا كبيرا في التأثير علي النشاط الاقتصادي الذي يمارسه الإنسان وهؤلاء هم الحتميون الجدد أصحاب نظرية الإمكانات البيئية وهم يرون أن البيئة تحدد المسرح لإمكانات النشاط الاقتصادي وان الإنسان ينتقي من هذه الاختيارات المحدودة علي حسب مستواه التقني.
ويؤيد الحتميون الجدد رأيهم بان المحاصيل المختلفة تتطلب بيئات طبيعة متباينة مثلا البيئة التي تصلح لزراعة المطاط الطبيعي لا تنساب زراعة القمح وعلي الرغم من ذلك فان العوامل البشرية والاقتصادية هي الفاصلة في هذا الخصوص.
- (العامل) البيئة الطبيعية:
تعتبر البيئة أهم العوامل المؤثرة في الزراعة ,فالزارع يعتمد علي مناخ يصعب التنبؤ به .ويقوم الإنسان بإجراءات موجبة وسالبة لتحسين فعل الطبيعة بالنسبة له وتدعم الإجراءات الموجبة القوي التي تعمل لصالح إنتاجه ,أما السالبة فهي تقلل من اثر العوامل المضادة للإنتاج الزراعي والحيواني.
ولم يكن الفلاح إنشائيا بالنسبة للزراعة علي طول الخط, بل كانت له جوانب سلبية هدميه كثيرة فقد عمل علي تدهور التربة بتكرار زراعتها, وريها الدائم ولوث مياه الأنهار, وقضي علي أنواع نباتية وفصائل حيوانية كثيرة. وتتضمن البيئة الطبيعة عدة عناصر مثل الموقع والبينة والتكوين الجيولوجي والسطح والمناخ والبنات والحيوان.
(1)الموقع:
يؤثر الموقع في الإنتاج بصورة كبيرة. فعلي سبيل المثال تقع استراليا في أقصي الأرض وتبعد 18000 كيلو متر عن الأسواق التي تستورد منتجاتها في غرب أوربا. ولذلك تخصصت في إنتاج سلع لا تتلف إثناء نقلها عبر هذه المسافات الطويلة ,ومن ثم تخصصت استراليا في إنتاج الصوف وعندما تقدمت التكنولوجيا وظهرت السفينة الثلاجة أضافت استراليا تخصصا آخر لاقتصادها تمثل في تصدير اللحوم المجمدة. وهنا يظهر اثر الموقع الجغرافي .كما يؤثر الموقع الفلكي بالنسبة لخطوط الطول والعرض في الإنتاج(2)البينة والتكوين الجيولوجي:
يقصد بالبنية وضع الطبقات سواء أكانت أفقية أو راسية أو إصاباتها التواءات أو انكسارات وسواء اتخذت شكلا محدبا أو مقعرا وكل هذه الخصائص تؤثر في الإنتاج وعلي سبيل المثال استغلت مصر في البداية الحديد في شمال شرق أسوان وأرجأت استغلال حديد القصير.فقد لعبت البنية دورا كبير في هذا الصدد فالحديد في أسوان يسهل قطعه عن حديد القصير.
أما التكوين الصخري فينصرف إلي نوع الصخور وهي ثلاثة أنواع: رسوبية ونارية ومتحولة, ويؤثر نوع الصخر في الإنتاج فعلي سبيل المثال تقتصر الزراعة علي مناطق الصخور الرسوبية لأنها تضم خزانات المياه الجوفية التي تعتمد عليها الزراعة ,وتختفي الزراعة من المناطق النارية.
(3)السطح:
يؤثر السطح في الإنتاج الزراعي والرعوي من ثلاث زوايا هي: الاختلاف في المنسوب, والاختلاف في درجة الانحدار , ومدي مواجهة التضاريس للشمس والرياح والأمطار. والمعلوم أن كلما ازداد الارتفاع قلت أو اختفت الظروف المناسبة لقيام الزراعة.معني هذا أن المناطق السهلية والمنخفضة أكثر ملائمة للزراعة والاستيطان من المناطق المرتفعة, ولايعني هذا انعدام الإنتاج في المناطق المرتفعة ذلك لان المراعي والغابات توجد علي المرتفعات.بل الزراعة نفسها توجد أحيانا علي السفوح المرتفعة. ويضطر الإنسان إلي تدرج سفوح الجبال وزرعتها في المناطق التي تضيق فيها السهول لذلك يستعين الفلاح علي المدرجات بالحرث الكنتوري ليحول دون انحراف التربة.وكلما كان الانحدار تدريجيا وبطيئا كما في الدلتا كلما ساعد هذا علي بقاء التربة في مكانها وكذلك مياه الري ومن ثم تقوم الزراعة في حين أن شدة الانحدار تؤدي إلي انجراف التربة بالرياح والأمطار والانزلاق الأرضي ومن ثم لا تقوم الزراعة. لذلك تناسب الأرض ذات تضاريس هادئة الانحدار لزراعة المحاصيل الحقلية واستخدام المعدات الزراعية وتسهيل نقل الإنتاج في النهاية. أما التضاريس الوعرة ذات الانحدارات الشديدة فلا تساعد علي تكوين التربة وتؤدي إلي انجرافها .
وليس شرطا أن تكو السفوح الشديدة الانحدار غير مناسبة للزراعة فقد تصبح هذه الظروف مع أحوال أراضي المنطقة ومناخها مناسبة لزراعة محاصيل معينة مثل الكروم.
(4) المناخ:
يعتبر المناخ احد العوامل الهامة التي تؤثر في الإنتاج مباشرة كما أن له أثرا غير مباشر لأنه يؤثر في العوامل التي تؤثر بدورها في الإنتاج . ويؤثر الإنتاج علي وسائل النقل وفي التربة التي تؤثر بدورها في الزراعة ومعني هذا أن المناخ يؤثر بطريقتين مباشر وغير مباشر في الزراعة .
ولكل محصول له ظروف مناخية معينة ينمو فيها فمثلا تقتصر زراعة المطاط الطبيعي علي المنطقة الاستوائية لأنه يتطلب درجة حرارة عالية وأمطارا غزيرة .وتلعب الظروف المناخية دورا هاما في تعيين الحدود الجغرافية التي يزرع في داخلها المحصول.
وتؤثر العناصر المناخية المختلفة خاصة الحرارة والأمطار والصقيع وسطوع الشمس وغيرها من العناصر المناخية, فالحرارة تحدد الحدود الشمالية لكل محصول في نصف الكرة الشمالي ولكل محصول حد ادني من الحرارة لابد من توفره,وتحدد كمية الأمطار الساقطة, ويحول الجفاف دون قيام الزراعة في المناطق الصحراوية . ويعتبر الصقيع من ألد أعداء المحاصيل الزراعية خاصة بعض المحاصيل الحساسة له كالخضراوات والقطن. ويساعد سطوع الشمس علي سرعة نضج المحصول وتحسين نوعية الإنتاج النهائي.
وتؤثر الرياح خاصة المحلية علي الإنتاج الزراعي فالرياح لواقح وبعض الرياح المحلية باردة وبعضها جاف مثل رياح الخماسين الحارة المتربة تهب علي مصر من الصحراء في الربيع فتسقط أزهار الموالح وتضر الخضراوات.
ولم يقف الإنسان مكتوف الأيدي أمام الظروف المناخية بل بذل أقصي ما يستطيع ليقلل من أثار الضرر. وعلي سبيل المثال استنبط الإنسان سلالات من القمح الربيعي تنمو في زمن وجيز ويفلت من صقيع الربيع ,كما يزرع الإنسان في صوبات وبيوت من البلاستيك في المناطق الحارة الجافة للمحافظة علي الرطوبة وتقليل البخر والنتح ,كما انه حاول ف موضوع المطر الصناعي لتوفير المياه للمناطق الجافة, إلا أن هذه الزراعات المحمية تكلف كثيرا في نفقة العمل ورأس المال اللازم لها.
(5) التربة:
تعتبر التربة ثاني عناصر البيئة الطبيعية بعد المناخ من ناحية الأهمية في التأثير علي الحياة النباتية. والتربة عبارة عن الطبقة السطحية القليلة السمك التي تثبت فيها النبات جذوره ويمتص الماء والغذاء منها, وتتأثر التربة في تكوينها بمجموعة من العوامل الطبيعية مثل المناخ والصخر والكائنات الحية إلي جانب بعض العوامل البشرية.
ولكل نوع من أنواع الأراضي خصائص طبيعية وكيماوية وعضوية تؤثر في الإنتاج, وتتعلق الخصائص الطبيعة أو الميكانية بحجم الحبيبات ودرجة المسامية والتهوية والنفاذية والسمك .وإذا كانت الحبيبات كبيرة الحجم نوعا فان التربة تكن عالية المسامية والتهوية جيدة ونفاذتيها عالية وبالتالي يصبح قوامها هشا,أما لو كانت حبيبات التربة دقيقة صغيرة فإنها تصبح ضعيفة المسامية منخفضة النفاذية رديئة التهوية .
أما الخصائص الكيماوية فتتعلق بالعناصر التي تحويها التربة.وتحتوي كل تربة علي مواد معدنية صلبة علي هيئة حبيبات متفاوتة في أحجامها ودرجة تحللها .وهي تكون من 40 – 60 % من حجم التربة .كما أنها تضم محلول التربة أي الماء وما به من أملاح ذائبة .فلو ارتفعت نسبة السيليكا لكانت تربة رملية, أما لو احتوت علي الكالسيوم فإنها تكن تربة جيرية ,ولو اشتملت علي الصوديوم ومركباته بنسب عالية لأصبحت تربة قلوية .
أما الصفات العضوية للتربة فتتعلق بالبقايا العضوية النباتية التي تحتوي عليها , وهي في مراحل مختلفة من التحلل ,وتحلل هذه المواد مكونة الدبال Humus وهي مادة داكنة اللون وتوجد في حالة غروية عند ترطيب التربة. وتعظم خصوبة التربة كلما زادت نسبة الدبال بها .
ولكل تربة رقم حموضة PH وهو عبارة عن مقياس لوغاريتمي لتركيز ايونات الهيدروجين في محلول التربة . وإذا تراوح رقم الحموضة بين 6,6 – 7,4 فان التربة متعادلة . وإذا قل عن ذلك فإنها تكن حامضية وإذا زاد تكن قلوية. وتميل ترب المناطق الجافة لان تكون قاعدية بينما تميل ترب المناطق المطيرة لان تكون حامضية وتختلف المحاصيل الحقلية في درجة حساسيتها لرقم حموضة التربة. ولكل نوع من الأراضي محاصيل معينة تجود به وعلي سبيل المثال تناسب التربة الرملية زراعة الخضر والفواكه والفول السوداني والسمسم أما التربة الطينية السوداء فتناسب جميع محاصيل الحقل خاصة القطن والقصب والخضر.
وتتميز التربة ببطيء تكوينها وسرعة تدهورها وقدر البعض أن الطبيعة تستغرق من 300 – 1000 سنة لبناء بوصة واحدة من التربة ويستطيع الإنسان بسوء استخدامه أن يدمر 8 بوصات من التربة في جيلين, ولذلك وجبت المحافظة علي التربة وعلي خصوبتها بالأساليب المختلفة.وهناك أسس مختلفة لتصنيف التربة إلي أنواع متباينة. ومن هذه التصنيفات النطاقات العرضية :
التربة القطبية
وهي قليلة السمك جدا كما أنها غير صالحة للزراعة.
تربة البودزرول
وهي تنتشر في منطقة الغابات المخروطية وإلي حد ما في منطقة الغابات النفطية والمختلطة وهذه التربة غنية بالمواد العضوية إلا أنها تربة فقيرة نظرا لحموضيتها.
التربة الكستنائية
وتوجد في منطقة الغابات النفطية وهي غاية في الخصوبة.
التربة البنية
وتوجد في مناطق حشائش البراري التي لا تسقط عليها أمطار كثيرة , غنية بالدبال وعظيمة الخصب.
التربة السوداء تشرنوزم
وتكثر في مناطق الحشائش بالعروض العرضية وهي عظيمة الخصوبة لما تحتوي من مواد عضوية ولقلة الأمطار في مناطقها وبالتالي ضآلة غسلها واستمرار احتفاظها بعناصرها.
تربة اللاتريت
وتوجد في المنطقة المدارية وتعرضت للغسيل بدرجة كبيرة , ولا تحتوي إلا علي طبقة رقيقة جدا من الدبال وهي منخفضة الخصوبة .
التربة الصحراوية
وهي خفيفة القوام ذات مسامية واسعة ولا تحتوي إلا علي قليل من المواد العضوية ولا تتعرض للغسيل نظرا لندرة الأمطار بها وتتكون علي سطحها قشرة مزدهرة من رواسب كربونات الكالسيوم , وهي تصلح للزراعة إذا أضيفت إليها تكوينات طينية دقيقة الحبيبات وتوفرت لها مياه الري. وتتراوح خصوبتها بين متوسطة وعالية
* العوامل المؤثرة في الزراعة والإنتاج عامة:*
يسعي الإنسان لاستغلال ما في البيئة من موارد طبيعة ويحولها إلي موارد اقتصادية بجهده وعلمه وتقنيته. وتتأثر أنشطته الاقتصادية بمجموعة من العوامل الطبيعية والبشرية. والمقصود بطبيعة المورد نوعه وطبيعته فبعض الموارد متجددة كالزراعة وبعضها فاني كالبترول.
- بين الحتم والاختيار
لاحظ قدامي الجغرافيين الاقتصاديين أن الإنسان كان يتجنب سكني المناطق التي تعاني من البرودة والحرارة الزائدة, بينما اقبل علي استيطان المناطق المناسبة من حيث الحرارة والمطر والانحدار. وهذه الملاحظات وغيرها هي التي دفعت قدامي الجغرافيين الاقتصاديين إلي الإيمان بالحتم الجغرافي أي الحتم البيئي. إلا أن فريقا من الجغرافيين مازال يصر علي إعطاء البيئة وزنا كبيرا في التأثير علي النشاط الاقتصادي الذي يمارسه الإنسان وهؤلاء هم الحتميون الجدد أصحاب نظرية الإمكانات البيئية وهم يرون أن البيئة تحدد المسرح لإمكانات النشاط الاقتصادي وان الإنسان ينتقي من هذه الاختيارات المحدودة علي حسب مستواه التقني.
ويؤيد الحتميون الجدد رأيهم بان المحاصيل المختلفة تتطلب بيئات طبيعة متباينة مثلا البيئة التي تصلح لزراعة المطاط الطبيعي لا تنساب زراعة القمح وعلي الرغم من ذلك فان العوامل البشرية والاقتصادية هي الفاصلة في هذا الخصوص.
- (العامل) البيئة الطبيعية:
تعتبر البيئة أهم العوامل المؤثرة في الزراعة ,فالزارع يعتمد علي مناخ يصعب التنبؤ به .ويقوم الإنسان بإجراءات موجبة وسالبة لتحسين فعل الطبيعة بالنسبة له وتدعم الإجراءات الموجبة القوي التي تعمل لصالح إنتاجه ,أما السالبة فهي تقلل من اثر العوامل المضادة للإنتاج الزراعي والحيواني.
ولم يكن الفلاح إنشائيا بالنسبة للزراعة علي طول الخط, بل كانت له جوانب سلبية هدميه كثيرة فقد عمل علي تدهور التربة بتكرار زراعتها, وريها الدائم ولوث مياه الأنهار, وقضي علي أنواع نباتية وفصائل حيوانية كثيرة. وتتضمن البيئة الطبيعة عدة عناصر مثل الموقع والبينة والتكوين الجيولوجي والسطح والمناخ والبنات والحيوان.
(1)الموقع:
يؤثر الموقع في الإنتاج بصورة كبيرة. فعلي سبيل المثال تقع استراليا في أقصي الأرض وتبعد 18000 كيلو متر عن الأسواق التي تستورد منتجاتها في غرب أوربا. ولذلك تخصصت في إنتاج سلع لا تتلف إثناء نقلها عبر هذه المسافات الطويلة ,ومن ثم تخصصت استراليا في إنتاج الصوف وعندما تقدمت التكنولوجيا وظهرت السفينة الثلاجة أضافت استراليا تخصصا آخر لاقتصادها تمثل في تصدير اللحوم المجمدة. وهنا يظهر اثر الموقع الجغرافي .كما يؤثر الموقع الفلكي بالنسبة لخطوط الطول والعرض في الإنتاج(2)البينة والتكوين الجيولوجي:
يقصد بالبنية وضع الطبقات سواء أكانت أفقية أو راسية أو إصاباتها التواءات أو انكسارات وسواء اتخذت شكلا محدبا أو مقعرا وكل هذه الخصائص تؤثر في الإنتاج وعلي سبيل المثال استغلت مصر في البداية الحديد في شمال شرق أسوان وأرجأت استغلال حديد القصير.فقد لعبت البنية دورا كبير في هذا الصدد فالحديد في أسوان يسهل قطعه عن حديد القصير.
أما التكوين الصخري فينصرف إلي نوع الصخور وهي ثلاثة أنواع: رسوبية ونارية ومتحولة, ويؤثر نوع الصخر في الإنتاج فعلي سبيل المثال تقتصر الزراعة علي مناطق الصخور الرسوبية لأنها تضم خزانات المياه الجوفية التي تعتمد عليها الزراعة ,وتختفي الزراعة من المناطق النارية.
(3)السطح:
يؤثر السطح في الإنتاج الزراعي والرعوي من ثلاث زوايا هي: الاختلاف في المنسوب, والاختلاف في درجة الانحدار , ومدي مواجهة التضاريس للشمس والرياح والأمطار. والمعلوم أن كلما ازداد الارتفاع قلت أو اختفت الظروف المناسبة لقيام الزراعة.معني هذا أن المناطق السهلية والمنخفضة أكثر ملائمة للزراعة والاستيطان من المناطق المرتفعة, ولايعني هذا انعدام الإنتاج في المناطق المرتفعة ذلك لان المراعي والغابات توجد علي المرتفعات.بل الزراعة نفسها توجد أحيانا علي السفوح المرتفعة. ويضطر الإنسان إلي تدرج سفوح الجبال وزرعتها في المناطق التي تضيق فيها السهول لذلك يستعين الفلاح علي المدرجات بالحرث الكنتوري ليحول دون انحراف التربة.وكلما كان الانحدار تدريجيا وبطيئا كما في الدلتا كلما ساعد هذا علي بقاء التربة في مكانها وكذلك مياه الري ومن ثم تقوم الزراعة في حين أن شدة الانحدار تؤدي إلي انجراف التربة بالرياح والأمطار والانزلاق الأرضي ومن ثم لا تقوم الزراعة. لذلك تناسب الأرض ذات تضاريس هادئة الانحدار لزراعة المحاصيل الحقلية واستخدام المعدات الزراعية وتسهيل نقل الإنتاج في النهاية. أما التضاريس الوعرة ذات الانحدارات الشديدة فلا تساعد علي تكوين التربة وتؤدي إلي انجرافها .
وليس شرطا أن تكو السفوح الشديدة الانحدار غير مناسبة للزراعة فقد تصبح هذه الظروف مع أحوال أراضي المنطقة ومناخها مناسبة لزراعة محاصيل معينة مثل الكروم.
(4) المناخ:
يعتبر المناخ احد العوامل الهامة التي تؤثر في الإنتاج مباشرة كما أن له أثرا غير مباشر لأنه يؤثر في العوامل التي تؤثر بدورها في الإنتاج . ويؤثر الإنتاج علي وسائل النقل وفي التربة التي تؤثر بدورها في الزراعة ومعني هذا أن المناخ يؤثر بطريقتين مباشر وغير مباشر في الزراعة .
ولكل محصول له ظروف مناخية معينة ينمو فيها فمثلا تقتصر زراعة المطاط الطبيعي علي المنطقة الاستوائية لأنه يتطلب درجة حرارة عالية وأمطارا غزيرة .وتلعب الظروف المناخية دورا هاما في تعيين الحدود الجغرافية التي يزرع في داخلها المحصول.
وتؤثر العناصر المناخية المختلفة خاصة الحرارة والأمطار والصقيع وسطوع الشمس وغيرها من العناصر المناخية, فالحرارة تحدد الحدود الشمالية لكل محصول في نصف الكرة الشمالي ولكل محصول حد ادني من الحرارة لابد من توفره,وتحدد كمية الأمطار الساقطة, ويحول الجفاف دون قيام الزراعة في المناطق الصحراوية . ويعتبر الصقيع من ألد أعداء المحاصيل الزراعية خاصة بعض المحاصيل الحساسة له كالخضراوات والقطن. ويساعد سطوع الشمس علي سرعة نضج المحصول وتحسين نوعية الإنتاج النهائي.
وتؤثر الرياح خاصة المحلية علي الإنتاج الزراعي فالرياح لواقح وبعض الرياح المحلية باردة وبعضها جاف مثل رياح الخماسين الحارة المتربة تهب علي مصر من الصحراء في الربيع فتسقط أزهار الموالح وتضر الخضراوات.
ولم يقف الإنسان مكتوف الأيدي أمام الظروف المناخية بل بذل أقصي ما يستطيع ليقلل من أثار الضرر. وعلي سبيل المثال استنبط الإنسان سلالات من القمح الربيعي تنمو في زمن وجيز ويفلت من صقيع الربيع ,كما يزرع الإنسان في صوبات وبيوت من البلاستيك في المناطق الحارة الجافة للمحافظة علي الرطوبة وتقليل البخر والنتح ,كما انه حاول ف موضوع المطر الصناعي لتوفير المياه للمناطق الجافة, إلا أن هذه الزراعات المحمية تكلف كثيرا في نفقة العمل ورأس المال اللازم لها.
(5) التربة:
تعتبر التربة ثاني عناصر البيئة الطبيعية بعد المناخ من ناحية الأهمية في التأثير علي الحياة النباتية. والتربة عبارة عن الطبقة السطحية القليلة السمك التي تثبت فيها النبات جذوره ويمتص الماء والغذاء منها, وتتأثر التربة في تكوينها بمجموعة من العوامل الطبيعية مثل المناخ والصخر والكائنات الحية إلي جانب بعض العوامل البشرية.
ولكل نوع من أنواع الأراضي خصائص طبيعية وكيماوية وعضوية تؤثر في الإنتاج, وتتعلق الخصائص الطبيعة أو الميكانية بحجم الحبيبات ودرجة المسامية والتهوية والنفاذية والسمك .وإذا كانت الحبيبات كبيرة الحجم نوعا فان التربة تكن عالية المسامية والتهوية جيدة ونفاذتيها عالية وبالتالي يصبح قوامها هشا,أما لو كانت حبيبات التربة دقيقة صغيرة فإنها تصبح ضعيفة المسامية منخفضة النفاذية رديئة التهوية .
أما الخصائص الكيماوية فتتعلق بالعناصر التي تحويها التربة.وتحتوي كل تربة علي مواد معدنية صلبة علي هيئة حبيبات متفاوتة في أحجامها ودرجة تحللها .وهي تكون من 40 – 60 % من حجم التربة .كما أنها تضم محلول التربة أي الماء وما به من أملاح ذائبة .فلو ارتفعت نسبة السيليكا لكانت تربة رملية, أما لو احتوت علي الكالسيوم فإنها تكن تربة جيرية ,ولو اشتملت علي الصوديوم ومركباته بنسب عالية لأصبحت تربة قلوية .
أما الصفات العضوية للتربة فتتعلق بالبقايا العضوية النباتية التي تحتوي عليها , وهي في مراحل مختلفة من التحلل ,وتحلل هذه المواد مكونة الدبال Humus وهي مادة داكنة اللون وتوجد في حالة غروية عند ترطيب التربة. وتعظم خصوبة التربة كلما زادت نسبة الدبال بها .
ولكل تربة رقم حموضة PH وهو عبارة عن مقياس لوغاريتمي لتركيز ايونات الهيدروجين في محلول التربة . وإذا تراوح رقم الحموضة بين 6,6 – 7,4 فان التربة متعادلة . وإذا قل عن ذلك فإنها تكن حامضية وإذا زاد تكن قلوية. وتميل ترب المناطق الجافة لان تكون قاعدية بينما تميل ترب المناطق المطيرة لان تكون حامضية وتختلف المحاصيل الحقلية في درجة حساسيتها لرقم حموضة التربة. ولكل نوع من الأراضي محاصيل معينة تجود به وعلي سبيل المثال تناسب التربة الرملية زراعة الخضر والفواكه والفول السوداني والسمسم أما التربة الطينية السوداء فتناسب جميع محاصيل الحقل خاصة القطن والقصب والخضر.
وتتميز التربة ببطيء تكوينها وسرعة تدهورها وقدر البعض أن الطبيعة تستغرق من 300 – 1000 سنة لبناء بوصة واحدة من التربة ويستطيع الإنسان بسوء استخدامه أن يدمر 8 بوصات من التربة في جيلين, ولذلك وجبت المحافظة علي التربة وعلي خصوبتها بالأساليب المختلفة.وهناك أسس مختلفة لتصنيف التربة إلي أنواع متباينة. ومن هذه التصنيفات النطاقات العرضية :
التربة القطبية
وهي قليلة السمك جدا كما أنها غير صالحة للزراعة.
تربة البودزرول
وهي تنتشر في منطقة الغابات المخروطية وإلي حد ما في منطقة الغابات النفطية والمختلطة وهذه التربة غنية بالمواد العضوية إلا أنها تربة فقيرة نظرا لحموضيتها.
التربة الكستنائية
وتوجد في منطقة الغابات النفطية وهي غاية في الخصوبة.
التربة البنية
وتوجد في مناطق حشائش البراري التي لا تسقط عليها أمطار كثيرة , غنية بالدبال وعظيمة الخصب.
التربة السوداء تشرنوزم
وتكثر في مناطق الحشائش بالعروض العرضية وهي عظيمة الخصوبة لما تحتوي من مواد عضوية ولقلة الأمطار في مناطقها وبالتالي ضآلة غسلها واستمرار احتفاظها بعناصرها.
تربة اللاتريت
وتوجد في المنطقة المدارية وتعرضت للغسيل بدرجة كبيرة , ولا تحتوي إلا علي طبقة رقيقة جدا من الدبال وهي منخفضة الخصوبة .
التربة الصحراوية
وهي خفيفة القوام ذات مسامية واسعة ولا تحتوي إلا علي قليل من المواد العضوية ولا تتعرض للغسيل نظرا لندرة الأمطار بها وتتكون علي سطحها قشرة مزدهرة من رواسب كربونات الكالسيوم , وهي تصلح للزراعة إذا أضيفت إليها تكوينات طينية دقيقة الحبيبات وتوفرت لها مياه الري. وتتراوح خصوبتها بين متوسطة وعالية